السبت، 21 نوفمبر 2009




الصحافة الاقليمية بين كشف الفساد والابتزاز
الصحافة الاقليمية بين المهاجمين والمدافعين عنها

اعد الملف : شيماء ابراهيم عامر ونهى يسرى
اهرام ....اخبار .... جمهورية
الثلاث اهرامات المصرية كانوا دائما نداء بائعى الجرائدحتى زاحمهم النداء النداء الصحف الحزبية والمستقلة ثم شاركهم النداء الصحف الإقليمية....
تتميز الصحف الاقليمية بان لها خصوصية فى طبيعة المادة الصحفية وحتى المشكلات التى تتعرض لها . ونظرا لما للصحافة الاقليمية من دور هام وفعال فى عرض وتحليل قضايا الجمهور المحلى بكل محافظة حتى تسهل على المسئولين وضع الحلول ومعالجة المشكلات ونظرا للمنافسة مع الفضائيات والانترنت يصبح موقف الصحافة الاقليمية حرج ولوجود بعض العراقيل والتحديات التى تقف حجر عثرة فى قيام الصحف الاقليمية بدورها المنوط لها ورقيها وتقدمها .
لذا كان لنا هذا التحقيق مع المتخصصين والمهتمين والقائمين عليها حول واقع الصحافة الاقليمية ومستقبلها ومشكلاتها فى محاولةجاده لابراز التحديات التي تواجهها

محررى الصحف الاقليمية مظلومين

قال جمال رمضان مدير المركز الاعلامى بجامعة المنيا ومراسل جريدة المسائية أن الصحف الاقليمية هى اللسان الناطق والجهة الرقابية للمسئولين داخل الاقليم عن طريق تناول المشاكل التى يعانى منها الاقليم بموضوعية فالهدف الاساسى للصحافة الإقليمية هو البحث والتنقيب عن المشاكل فى شتى المجالات الصحية والتعليمية والاستهلاكية والمرور ... الخ وتعدد الصحف الاقليمية ظاهرة صحية داخل الاقليم ولكن اذا كانت تهدف الى طرح معاناه الاقليم فى حيادية تامة بعيدا عن اى مؤثرات او تدخلات حتى تحقق الهدف الاسمى للصحافة وهو النطق بلسان جماهير الاقليم .
وهناك صحف تبرز مشاكل الاقليم بحيادية واخرى تبرزها بهجوم على المسئولين وفى ظل تعدد الصحف وخاصة الخاصة منها والتى تحصل على التراخيص من الخارج ( اسال سؤلا : لماذا لجأ صاحب الرخصة الى عمل الجريدة وماهدفه ؟ ومن هذا المنطلق يحكم القارئ على قيمة هذه الصحيفة هل صحيفة مميزة ام صادقة مع العلم ان قصة انتشار الصحف جعلتها تفقد المصداقة عند القارى بمعنى ان كل صحيفة تتناول موضوعا ما يجب ما تراه من مقياس التوزيع واضاف ان المحررين بالصحف الاقليمية مظلومين لان منهم كوادر دخلت الصحافة واثبتت وجودها بالخبرة والممارسة ومن الممكن ان يكون هؤلاء المحريين نواة حقيقية لاى صحيفة قومية .


وصلنا لمرحلة الاحتراف

واكد ماجد فهيم صحفى بجريدة الراى اننا نمتلك مواهب وكوادر صحفية قد تصل لحد الاحتراف ولكن بصراحة الصحفيين الاقليمين وخاصة جيل الشباب مظلومين جدا خاصة خريجي قسم الاعلام ومن يمتلكون الموهبة والقدرات الحقيقية ودارسين الاعلام والصحافة لكن لا يجدوا فرصة مناسبة وهذه المواهب قد لا نجدها فى العاصمة ولكنها تحتاج الى من يمد لها يد العون من المؤسسات الصحفية خاصة الان ونحن نشهد طفرة جديدة فى المحافظات فنحن الان نمتلك العديد من الصحف الاقليمية وهذا شئ مبشر لكن يحتاج الى اعادة تنظيم . فالواقع الاقليمى حقا مؤلم فالصحفى الشاب المتميز لا يجد فرصة مناسبة فى بلده ولا يجد سوى الذهاب للعاصمة او الاقلاع عن ادمان الصحافة والتخلى عن موهبته والبحث عن عمل اخر بعيدا عن تخصصه لانهم فى صحفهم الاقليمية يعملون كهواة او متطوعين ولا يجدوا اى تشجيع لهم ، ويجب على الصحف احتضان هؤلاء الشباب المتميز والقيام بدفع رواتب لهم على الاقل كحافز لهم مقابل جهدهم .
ثم اضاف ان الصحافة الاقليمية الوحيدة التى تستطيع تغير الواقع المؤلم على ارض الاقليم لكن لو لم تطور نفسها سوف تعانى الكثير وستظل بعافية شوية ولكى تشفى تماما من مرضها لابد ان تكون واقعية وتواجه نفسها فاذا كانت مثلا المشكلة فى التمويل فهذا يرجع للاساس قبل البداية لابد ان تكون هناك دراسات جدوى فعالة وبالنسبة للصحف التى تصدر بتراخيص اجنبية ارى انها ليست فى صالحنا وضرتنا كثيرا لكن هى البديل لان هناك قيود على اصدار الصحف المصرية وعلى المجلس الاعلى للصحافة تخفيض القيود وسيكون هذا فى صالحنا افضل من الصحف الاجنبية التى لا يتم دفع ضرايب على الارباح بها . وقد يوجد لها فى بعض الاحيان بعض الاتهامات او التشكيك فى مصداقيتها او سياستها الى جانب مشكلة اخرى وهى عدم الانتظام والاستمرارية فى الصدور وكذلك ننادى بعمل رابطة او جمعية او وجود معين لرعاية الصحفيين الاقليمين
مولد وصحبة غايب

وقال حسين ربيع ماجستير فى الصحافة ومستشار تحرير سابق ان المتابع لواقع الصحافة الاقليمية خاصة فى منطقة الصعيد يلاحظ انها تعانى من جوانب قصور كثيرة فى مقدمتها ضعف التمويل وقلة الاعلانات وعدم خبرة كثيرا من العاملين بمعظم هذه الصحف ونظرا لعدم اهتمام القائمين عليها بالاستعانة بالمتخصصين وخريجى اقسام الاعلام . من هنا نجد ان العاملين بهذه الصحف من الهواة الذين يعملون دون اجر او مندوبى الاعلانات وربما يرجع ذلك الى سببين : اولهما ضعف الموارد المادية فى معظم الصحف الاقليمية ، والسبب الاخر هو السبب الاساسى فى انشاء الصحف الاقليمية فى اغلب الاحيان هو التربح وتحقيق عائد مادى لمالك الجريدة او صاحب ترخيصها حيث تحولت الصحافة من رسالة تعكس هموم ومشكلات المواطنين فى الاقليم الى وسيلة او مجرد مشروع تجارى هدفه الاساسى الربح مثله فى ذك مثل افتتاح مطعم او سوبر ماركت واغلب الصحف الاقليمية القائمة الان لا تكاد تخرج عن كونها نشرات موجهة لخدمة اهداف واغراض محلية محدودة اما لارتباطها بالمسئولين الرسمين والشعبيين بالمحافظات التى تغطيها او لاستخدامها وتسخيرها من اجل ابتزار بعض المسئولين او المعلنين لتحقيق اغراض شخصية بحتة .

مدرسة للصحافة الحقيقية

اشارت تريزا كمال مراسلة المصرى اليوم ان الصحف الاقليمية هى صحف ذات خصوصية فى مادتها الصحفية وحتى فى المشكلات التى تتعرض لها واذا كان هناك حديث عن تطوير المجتمعات المحلية وتطوير المحافظات واللامركزية فى الادارة فيجب احداث تطوير فى القاطرة التى تقود وهى قاطرة الاعلام التى ستساعد على التغيير والتطوير الشامل للمجتمع واستطيع بشئ من عدم المبالغة القول ان مستقبل الصحف الورقية .
واضافت ارى خطى جادة نحو انشاء صحف اقليمية جديدة ولكن بعضها للاسف يسير بخطى غير جادة بمعنى اننا نرى صحف واعدة على الساحة ولسبب او اخر نراها تختفى وتتراجع وهذا الحال تكرر عشرات المرات وفى راى ان السبب وراء هذه الظاهرة والتى اعتبرها ظاهرة من وجهة نظرى هى عدم وضع منهجية للعمل واهدافا واضحة تخدم العمل الصحفى بالمؤسسة حتى لايضل محررى الجريدة الذى هو عمادها الاول.
ونصحت تريزا الشباب الذى يعمل بالصحف الاقليمية ان يغتنم تلك الفرصة لانها فرصة حقيقية لنقل الصحفى ، مدرسة الصحافة الحقيقية وقالت لقد شرفت بالعمل فى احد الصحف الاقليمية وكانت مدرستى التى اهلتنى للعمل فى اغلب مجالات الاعلام بعدها فى الصحافة الاسبوعية واليومية فى والالكترونية .

ليس لديها سياسة تحريرية واضحة

وتحدث ايمن رياض محرر بجريدة صوت المنيا ان الصحافة الاقليمية تواجه اليوم مازقا خطيرا خاصة فى طل الانتشار الهائل لوسائل الاعلام واهمها الصحافة الالكترونية ثم تاتى الصحافة المطبوعة سؤاء قومية او مستقلة او حزبية فتعانى الصحف الاقليمية بصفة عامة من نقص حاد فى التمويل العنصر الجوهرى فى مدى استمرارية الجريدة من عدمه إضافة الى نقص الكوادر الاعلامية المدربة فمعظم المحررين اصحاب مؤهلات عليا او متوسطة بعيدة تماما عن مجال الاعلام اضافة الى عدم وجود هيكل ادارى بكل صحيفة اقليمية ولا توجد سياسه تحريرية واضحة فكل جريدة تضع سياسة تبعا لاتجاهات رئيس مجلس الادارة ورئيس تحريرها . فالصحف المستقلة والصادرة تراخيص اجنبية تجرى وراء رجال الاعمال لكى تحصل على اعلانات ولا تقوم بتوجيه اى نقد لهم بينما الصحف الاقليمية التابعة لجهات حكومية الى جانب المشاكل الاخرى التى تواجه الصحفين من صعوبة الحصول على المعلومات من مصادر متنوعة وعدم وجود جهة تدافع عنهم للحصول على حقوقهم فالصحفى يعمل باجتهادات شخصية ومهارات خاصة اضافة الى ضعف المقابل المادى الذى يتقاضاه وانخفاض دخله الامر الذى لا يطور نفسه كل هذه المشاكل والعقبات ستظل قائمة الى ان تعدل الصحف الاقليمية اوضاعها طبقا لقانون ينظم الصحافة رقم 96 لسنة 96 وتتحول الى شركات مساهمة وتستطيع ان تنافس فى هذا الزحم الاعلامى لهائل فالقارئ اليوم يعيش فى ازهى عصور الاعلام فالفضائيات الاخبارية والصحف المستقلة تنقل كل شهر اذا استمرت فى دورية الصدور وبعضها يصدر كل شهرين او ثلاثه يتوقف فكيف تنافس ؟ ان لم تتطور بسرعة
ورغم هذه الصورة القاتمة الا ان الوضع مبشر بالخير بوجود بعض الكوادر الاعلامية الشابة التى تصارع كبار الصحفيين من حيث الحرفية والخبرة والكفاءة وعليهم النهوض بتلك الاوضاع فالتحديات ضخمة لكننا قادرون على تجاوزها وبقاء الصحافة الاقليمية تخدم قرائها الاعزاء .

صحافة فدائية تحولت الى سبوبة

اضاف على حسين محرر بجريدة صوت الجنوب ومراسل الدستور بان الصحافة الاقليمية تهتم بمشاكل الاقليم ومشكلات المواطنين وتضعها امام المسئولين فهى همزة االوصل بين المسئول والمواطن ودورها اقوى واخطر من الصحف اليومية وذلك لانها اقرب الى المواطنين وليس كل الصحف الاقليمية فهناك صحف هدفها الاول هو خدمة المواطنين ، ولكن بعض الصحف الاخرى يكون لها اهداف معينة وعلى الرغم من انه كان لا يوجد الا ثلاث صحف فقط كانت المنافسة بينهم قوية وهادفة وبالرغم من التعداد للصحف الاقليمية الصادرة الا انها اصبحت صحافة سبوبة فقد بعدت تماما عن الهدف الرئيسى وهو خدمة المواطنين . وكان المفترض ان التعدد ياتى بثمارا جيدة للصحافة الاقليمية ويحدث تنافس بين الصحف وبعضها . فبالرغم من ان يوجد بعض الصحف فى الفترة السابقة وللاسف لم تستمر والتي كان لها دورا ، ولكن الان ترى كثير من الصحف ليس لها لون ولا شكل ولا نعلم ما الهدف الذى تسعى اليه هذه الصحف ويضيف بان الاعلان له اهمية كبيرةحتى تستمر الجريدة فى صدورها لكن لابد من وضع شروط لعمل توازن بين الاعلان والتحرير حتى لا يؤثر الاعلان على المادة التحريرية ايضا يتطلب منا ان تكون محايدين فليس معنى ان احد الاشخاص قدم اعلانا فى الجريدة اننى لا نظهر اخطاؤه اذا فعل شئ مخالف فلابد ان تلتزم بالحياد حتى تتحقق المصداقية القارى وهناك بعض الجمعيات التى تسعى الى تطوير الصحف الاقليمية ولكن هذه الجمعية كانت فى بدايتها ناجحة ويستفيد الصحفيين منها بالفعل ولكن الان اصبحت اقل افادة لنا فاصبح صاحب الجريدة يسعى الى ان ينضم الى هذا البرنامج حتى ياخذ الدعم من هذه الجمعية اصبح هذا البرنامج مجرد روتين ويضيف ايضا ان بعض الصحف الاقليمية الان تكون مجموعة من المحررين الجدد ويعملون بدون مقابل وهم فى البداية يطلبوا ذلك حتى يتمكنوا من العمل وعند مطالببتهم بمقابل مادى يقوموا بالاستغناء عنهم وياتوا بمحررين جدد اخرين وهكذا وهذا هو الاسلوب المتبع فى بعض الصحف الصادرة فى هذه الفترة ومن ضمن اسباب انهيار الصحف الاقليمية بعد مدة قصيرة تجارب التمويل ايضا بان رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير والمحررين اللذين يعلموا بالجريدة ليس لديهم الخبرة للعمل فالصحفى الاقليمى مظلوم وفدائى وهو ليس له الحق فى دخول النقابة فليس لديه احد يحميه فلابد ان كل صحفى يكون حريص ويحمى نفسه وذلك لمتلكوا للمستندات ، ولكن العكس فالصحفى عضو النقابة فاذا حدث له اى شئ تقوم النقابة بالدفاع عنه فالمشكلة هنا خطيرة جدا الى جانب ايضا العائد المادى فى الصحف الاقليمية قليل جدا واكد ان الصحافة الاقليمية هى صحافة ابتزاز

كل من هب ودب اشتغل فيها

ويضيف حسين هريدى رئيس مجلس ادارة جريدة اخبار البلاد بان الصحافة الاقليمية لها دور بعد الازمة العالمية والمادية فقد تحول العالم من الصحافة العالمية الى لصحافة الاقليمية فالمواطن العادى يهتم بمعرفة كل الاخبار التى تحدث حوله فيما يتعلق بمحل الاقامة التى يعيش فيها فالمواطن الصحافة التى لها واسع الانتشار فلا تهتم بالقارى وبما يحيطه وبعد زياراتى لامريكا منذ ثلاث اشهر حيث كانت الرحلة علمية ودراسية لاحظنا ان معظم الصحف فى الولايات الامريكية تعتمد فى سياستها التحريرية على الاخبارالمحلية اصبحت اكثر مجالا لبيع الجريدة لانه عندما ننشر اى خبر يخص منطقة معينة يحدث نوع من الاقبال من جمهور هذه المنطقة على شراء الجريدة . والصحافة سواء اكانت اقليمية او غيرها فهى منبر سهل لحديث من خلالها لاى شخص لديه مشكلة ولكن على الرغم من اهميتها الا ان هناك قصور لابد ان تاخذها فى الاعتبار حيث ان الوضعية القانونية للصحف فى مصر لابد ان تتغير من خلال تعديل قانون المطبوعات الصادر عام 1936 الذى يجيز لاى شخص ان يصدر جريدة من خارج مصر وهذا يعطى انفتاحا كبيرا لصدور التراخيص مما يؤدى الى تعدد الصحف وتكثر سلبياتها من الاشخاص غير المؤهلين وبالتالى تزداد مشاكل الصحافة الاقليمية .ويمكن القول بان كل من هب ودب اشتغل فيها

صحافة الموهوبين
تقول غادة سيف مدرس مساعد بقسم الاعلام عما يقال ان قسم "الاعلام لم يؤهل طلابه التاهيل الجيد للالتحاق بسوق العمل " هذا غير حقيقى لان الاصل فى الاعلام الموهبة اصلا قبل الدراسة وهناك صحفيين عظماء لم يكونوا دارسى اعلام ز وبالنسبة لقسم الاعلام فهو يقوم بتعليم وتدريب وتاهيل طلابه بشكل عصرى وملائم لسوق العمل والمناهج الدراسية دائمة التطوير لكن المشكلة فى الطالب الذى لا يمتلك الاستعداد والموهبة ويكتفى بالكتاب فقط دون البحث والمتابعة فى طرق الكتابة الجديدة والمتطورة لان الاصل فى الاعلام الابتكار والابداع وليس الحفظ والتلبية والاعلامى او الصحفى فنان ومتميز والابداع ان يختلف عن الاخرين
وبالنسبة للصحف الاقليمية تواجه اكبرمشكلة فى طريقها وهى التمويل والاعلان ، لا يوجد تمويل والاعلان مصدر اساسى للتمويل والمشكلة تكون فيه حينما يؤثر على التحرير او يتم الخلط بينهما مثل الاعلان التحري لكن حينما يتم الفصل بين الاعلان والتحرير لا يؤثر احد على الاخر يكون الاعلان مصدر دخل هام للجريدة .
وبالنسبة لما يطلق على الصحف الاقليمية انها صحافة ابتزاز انا لا اعتقد هذاربما لاننى لم اعمل الا فى جرائد محترمة ولم ارى سوى الجانب الايجابى ، لان القائمين على هذه الصحف مكانتهم الاجتماعية واسمائهم وتاريخهم لا يجعلهم يهتموا بكل هذا مقابل اشياء تافهه مهما كانت واما عن كثرة التراخيص الاجنبية التى زاذت من عدد الصحف الاقليمية فهذا كان فى غير صالح الصحف الاقليمية وضرها كثيرا لانها اصبحت كلها شبه بعض لان الاحداث مهما كانت قليلة والموضوعات والقضايا واحدة ومعروفة بالنسبة للمنطقة الواحدة التى تصدر فيها الصحيفة الاقليمية وكلهم فى نفس الوقت والحل والافضل فى كثرة الصحف لكن تنوعها فى المضمون وكذلك ايضا تاتى اهمية الصحف المتخصصة فى جعل الصحافة الاقليمية جديدة ومتطورة ومنفردة الى جانب الاقبال على شرائها .

رأى القراء ... قالوا عنها ... تكشف الفساد

ويقول ايمن محمد مدرس ان الصحف الاقليمية ظاهرة صحية وهامة فهى لسان حال الاقليم لكافة فئات فى المراكز والقرى والنحوع تثير قضاياه وتعرض مشاكله وتقدم الحلول فهى مرآة المجتمع تكشف سلبياته وايجابياته وتقوم بدورها الايجابى ( الرقابة ) فى كشف الفساد ومكافأة وابراز العناصر الناجحة والمتميزة فى المجتمع .

صحافة مجنونه

ويقول عبد المنعم طه احد بائعى الجرايد فى المنيا انا من زمان بعشق هذه المهنة لكن الحال الان اختلف كثيرا عن زمان لان الصحف ازدادت خاصة الصحف الاقليمية ونرى الان صحف غريبة تصدر مرة ولا نراها بعد ذلك او فى فترات غير منتظمة ومثل هذه الجرايد لا تباع ولا احد من القراء يعرفها او يسال عنها ومازال الاقبال كله على جرائد الاهرام والاخبار والجمهورية ثم ان المصرى اليوم بصراحة شغالة معنا كويس قوى وبالنسبة للصحف الاقليمية هنا فى المنيا مفيش الا صوت المنيا وصوت الجنوب الناس بتنتظرهم وبتسال عليهم بالاسم .
وقد نرى جرايد اقليمية جديدة فى المناسبات على الاعياد القومية الانتخابات او اى احداث هامة فى المحافظة وممكن بعد ذلك بفترة طويلة لا نراها واحنا بائعى الجرائد مظلومين فى العمولة وهناك اناس تاتى تقرا الجرايد ولا تاخذها وتضعها تانى فى مكانها لانه مسئول هام لا احد يقدر يقوله حاجة وبالتالى الجرنال الذى لا يباع اتحمل انا تمنه ، ولابد من الاهتمام بنا لاننا نصدر تسويق الجريدة .

اكره زواج الصحافة براس المال

ويقول حسين الشاذلى رئيس مجلس ادارة جريدة اقليمية هناك عوئق كثيرة بالنسبة للطباعة فى ظل التراخيص الاجنبية فهناك قرار قد صدر بالا يتم الطبع بطريقة الاستندر للصحف الصادرة بتراخيص اجنبية ويتم الطبع بطريقة التايلويد وهذه مشكلة كبيرة جدا حيث ان المطابع فى المنطقة الحرة امتنعت عن الطبع بنظام الاستندر تنفيذا للقرار الصادر والذى تم تفعيله فى الوقت الراهن وارى ان هذا القرار خاطئ جدا لان اصحاب الصحف يعانون من الطباعة خارج البلاد وتتكلفون اموال باهظة وعلى الجانب الاخر المطابع المصرية تكاد تكون قد واقفت عن العمل وبذلك فان الدخل الذى كان يدخل المطابع الخاصة بالدول الاخرى التى يتم الطبع عليها .
اما عن التمويل فان كل شخص له شغف بالعمل الصحفى لابد ان يكون لديه التمويل اللازم لهذه الصحيفة وانا رفض ان يكون هناك مساعدة من قبل احد لاى جريدة قائمة وخاصة من رجال الاعمال لان ذلك يحدد من حرية الجريدة فى تناولها لبعض الموضوعات الخاصة بمشروعات رجال الاعمال . وبناءا عليه لابد ان يمتلك صاحب الجريدة تمويلها كاملا ويكون له القدرة على الانفاق فى حالة قصور المادة الاعلانية التى تساهم بقدر كبير فى استمرار الجريدة .
ولكن اكره ان تتزوج الصحافة براس المال كما اكره ان تتزوج السياسة ايضا براس المال لان ذلك لا يصب حقا فى مصلحة المجتمع والافراد ويصح التوازن اللازم بين السلطة والافراد والمجتمع بكافة مؤسساته .والعمل الصحفى هو عمل رقابى ووطنى قبل ان يكون عمل الغرض منه المكسب المادى وان كان هناك البعض يصدر صحيفة بهدف الربح فقط فانه لا يستمر طويلا .

وبعد ان اكد الجميع ان الصحيفة الاقليمية من اهم واخطر وسائل الاتصال فى المجتمع المحلى وخصوصا فى مجال تكوين الراى العام وتوجيهه وتثقيفه والصحيفة المحلية الجديرة بالاحترام والتقدير التى تتوخى الامانة والصدق والموضوعية فى نشر مادتها وهى صحافة الرأى والرأى الاخر وهى لسان من السنة السلام الاجتماعى ناطقة بلسان المواطنين والام المظلومين وامال سكان الاقاليم . وبالرغم من ان الاراء جاءت متفائلة تارة ومخيبة للامال تارة اخرى الا ان الصحافة الاقليمية تحتاج لتضافر كافة الايدى من اقسام الاعلام والجامعات والمؤسسات الصحفية استجابة منهم لصرخات الصحافة الاقليمية فى محاولة منههم لتضميد جراح مدرسة جديدة للصحافة وهى مدرسة الصحافة الاقليمية .